الخميس، 14 يونيو 2012


1
القاتل الجديد

الليل له طابع آخر في حارتنا ، لا ينفك حسين من اللحاق بابنه زيزو ، و حسين هذا هو جاري كنت ألقبه بالعم حسين و لكني رفعت اللقب عنه بعد أن علمت أنه تافه ، و أم ذكي لم تتهور الى هذا الحد حتى تسب أم فهمي فهي تعلم جيداً ما الذ سيلحق بها من أذى ، يبدو أنا مشادة كلامية أقصد تلك العاهة التي تقطن وجه أم ذكي في أحد النقاشات البريئة السابقة .
و ما تدعيه أم ذكي لا اصدقه أبداً و أؤكد لكم أن كل ما تتفوه ليس صحيحاً فقد أخبرتني أمي و أنا صغير عن هذه السيدة بانها كمعظم نساء العالم ... نمامة  .
و هنا تقطن منـــى ... أقصد في قلبي . السبت الأخير كانت في أحلى زينة و ارتدت الصبح و تركت الليل لنا و تبخترت أمام البيت الذي أقطنه .. تعلم أنها تلوعني مبتسمة ، قالت أختي لأمي أنها أنهت أعمال البيت و تريد أن تزور جارتنا منى فأذنت لها أمي و في التاسعة ناديت على أخيها محمد ليسمح لأختي بالخروج ، تخيلوا حدثتني منى بنفسها و أخبرتني أن أنتظر قليلاً و لمحت في عينيها الدنيا ، و لما خرجت أختي أعطتني رسالة منها رداً على رسالتي ، لم أقرأها و اعتقدت أن الليل سيغير من لونه المظلم قليلاً و احتفلت في آخره برسالتها التي قالت فيها أنها تريد مقابلتي و سيكون ذلك عند المعهد الأربعاء القادم و لم تختتم رسالتها كما أفعل بكلمة أحبك لكنني اعتبرتها قالت و بقيت طوال الليل أهنيء نفسي بالكلمة و من قالتها .
أخرجت الحزن من قلبي و ظلمات الليل و رأيت في حلمي أميرتي ، و لما طلع الصبح استيقظت على صوت أعرفه جيداً صوت الغراب .. أم ذكي بعد ان رفستها ام فهمي .. أم ذكي هي الشقاء نفسه ...
استمر الصبح يمضي في شجونه و النسيم ما عاد ليرسل من مكمنه أي تعبير بالهناء و انتهت قصصنا دوماً بعبارة واحدة ( لم يعد بالدنيا أمل ) كل هذه العبارات أرددها دوماً و أنا ذاهب الى العمل .
8-10-1998





2

كان الصبح فظاً يحمل أنواع العنف و كانت الشمس غبية فقط ترسل نحوي أشعتها المحرقة ، و أنا بالذات
سقتت اليها خبر وقوفي على أطلال الحزن و انتهاء البعد داخلي و الليالي المظلمة  لن تعود و ستبقى ابتسامات الفرح تملأ ما صنعنا و سنلتقي كثيراً كثيراً بعد ذلك ...
لن تتحول الحكايات التي روتها عيونها الى قصص منسية و سيعود النسيم بالغد يحمل كل أنواع العطور و ستبتعد بعيداً جداً قصصها الواقعية و المادة ،.. و ساعيش معها القصة التي أدخرتها لهذا اليوم ، لكنها لم تعلق لكني كنت صادقاً في قتل الحزن و لأول مرة
8-10-1998 م









3

عندما يكون ما بجيبك لا يكفي لأن تشتري به إفطاراً أو حتى رغيفاً فأنت ستنضم حتماً الى نادي " عوض الله " بالقرب من نادي " يفتح الله " الكائن بشارع " هلا والله " المتفرع من " نحمد الله " بحي الفقراء الطبقة صفر .. و لكي تعرف العنوان جيداً ستجدني بجوار نادي " عوض الله " على البوابة أرتدي بنطلوناً أزرقاً فقط .... و ستجد يمين النادي الذي تأسس بمساعدتي و مجموعة من شباب الجامعة الطموح المتحمس جداً و الذي تخرج بعد خمس سنوات بالتحديد من الجامعة و الذي أنفق أهله عليه لمدة ستة عشر سنة دراسية .. و اصبح راتبه مع فرق الحماس و التفوق الدراسي مائة و خمسون جنيهاً يخصم منها قيمة حذاء كان سعيد يبيعه لنا في العمل بمبلغ مائة و سبعون جنيهاً ... ستجد يميننا قهوة مشهورة تدعى " قهوة الموظفين " و لكي لا تضيعك الشوارع اسأل عن بقالة " الغد المشرق " و أسميها أنا " غداً ابداً لن يموت أو " GOLDEN EYE  " و هي بقالة " مكسرة الدنيا " كالفيلم تماماً لنجعل صاحب البقالة متفائلاً لأنه اعتقد أنه من يؤجل الدفع يكون للغد فقط لكنه كان طموحاً جداً الى ان جاءت الحكومة و أخذته ضمن تنظيم جديدهو مؤلفه الوحيد  ، و عندما طلب مني تفسيراً أخبرتهم بأنني قمت بتسميتها بذلك حتى لا نؤخذ في الرجلين فأنا في منصب حساس في النادي و أفهم ما لا يفهمه البقــــــــــــر
و قد نجونا من الحبس لكننا استمتعنا بالسلامون و الجبن المعفن و التي كانت تأتي خصيصاً من قرية منتجة انشغل أحدفلاحيها بالبقرة التي استمرت تدور في الساقية ألف ساعة دزنما توقف و الغريب أن الصحافة أخبرتنا أنه قبل مماته قبل البقرة و قال لها كلمة طيبة فعندما انشغل بالبقرة كان الجبن الذي استمتعنا به على مدار أعوام  في خبر كان و للعلم فقد انتهت صلاحية علب السلامون و صار الصدأ المنتج من ذلك متلاحماً مع لحم التونا فكون ذلك ملحمة ..
أنا لا أقول أنني مدير النادي فالإدارة مسئولية كبرى لكنني أشهر من أشهر إفلاسه .. و أعتبر نفسي جوعاناً .. فهل تود الانضمام الينا ؟
عفواً لا  تتردد كثيراً .. مادمت لم تستطع إحضار افطار لك أو حتى رغيف خبز فلما التردد ، هذا ليس معناه أنك ستجد خبزاً بالداخل و لكن سيكون لك قضية تشغلك .... و لو اضطررت لأن تعمل دماغك بان تحاول الاقتراض لن تجد من يحقق حلمك و بذلك ستتخلى عن شرط من شروط الالتحاق بالنادي .. فنحن نجوع حتى نجوع ... و لا نقترض ... و نقبل الصدقـــــات
WELCOME TO SHAHATEEN MASTERS CLUBE
8-10-1998 م





4
بثينة هذه حكاية معقدة عندما تفرح تبكي و عندما تحزن تبكي و عندما تبكي تبكي حتى أنها في يوم بكت أول النهار فظنت أن بهذا لن تبكي في المساء ففوجئت بأنها و هي تطبخ كانت تبكي أيضاً و ليس في يدها بصل .
اعتقدت أنني مقصر فأحضرت لها هدية عبارة عن نوع البطاطس الذي تحبه و قليلاً من اليوسفي النادر الذي أصبح الكيلو جرام منه بثلاثين قرشاً ... فدخلت عليها البيت و ما ان رأتني أحمل ما احمل عنفتني و قالت لقد تعودت على رؤيتك دون ان تحمل للبيت شيئاً حتى في أيام الخطوبة و انت تحافظ على هذا التقليد فلا تفعل هذا أبداً ... يبدو انها كانت تظن أن ما بيدي قمامة طلب مني مدير المصلحة أن ألقيها ... فتفاجئت بأن ذلك هو ليوسفي النادر و البطاطس التي لطالما حلمت بأن تطبخها فقبلتني و قبلتني و بعد ذلك قبلتني و قالت كأنك اليوم تجدد عهدك بالحب ... و ظلت تبكي حتى تورمت عيناها و احمرت عيناي من العيظ و استطعت أن أضرب الرقم القياسي في إزعاج الجيران فقد وصل صوتي الى شبرا حتى أن لي صديق عزيز جداً يشغل منصب مرموق بالمصلحة فهو الذي يعد الشاي للمدير العام و يستمتع برائحة الشاي يومياً كان داخل مترو الأنفاق و قد سمع صوتي فكان في اتجاهه الى خرابته التي يمتلكها فقد ورثها عن جده الذي كان يعمل و بشرف زبالاً  في قصر محمد علي باشا أعتقد أنه كان يأكل من زبالته فتجده سميناً قليلاً في الصورة التي وضعها صديقي على الحائط المجاور لخرابته ... أحياناً أضعف و أحسد صديقي هذا .... قد اعد لنا مأدبة عشاء متأخرة فقد ألقت إحدى الجارات سمكًا اعتقدوا أنهم انتهوا منه و قد أرسل دعوة للسيد المدير عبري أنا و قد أرسل في طلب الصفوة من أصدقائه .. و لم أصطحب معي بثينة فـأنا أعرفها جيداً سنبكي من الفرحة كما أعتبر المدير هذه اللفتة من صـــــــــديقي رائعة و قرر ترقيته لساعي .. و أقسم أنه فــــي حياته لم يتذوق مثل هذا السمك الذي تعفن قبل طبخه أصلاً و عندما تعفن ثانية في طريقه الى ثلاجة الجارة شهراً كاملاً و هي غير موصلة بالكهرباء ... و كان يوماً استطعنا جميعاً أن نرقص تحت ظل المدينة الكبيرة ...
و في الصباح تم لفت نظري و اعتروني مهملاً ... و انتهى اليوم في سري و أنا ألعن المدير  فما زلت المسئول عن المروحة في مكتبه .
الحياة تصبح جحيماً مع بثينة خاصة أنني لم أعرف سر بكائها الأخير خاصة أن البطاطس التي اشتريتها بخمسة و سبعون قرشاً ... تحدثت معها بود أريد مداعبتها و البقاء جوارها مدة أطول و لكي أعرف سر بكائها الأخير اعتقدت أنها غبية أو أن طريقتي في الإسهاب جعلتها تشعر بثقل دمي أو أن فشلي في إعراب " تلكم هي الحياة " هي السبب ..
فصارحتني انها تريد الانفصـــــــــال ... اعتبرتها تعاني من مرض نفسي و علمت أخيراً أنها تغار من سعاد زوجة عطية الساعى صاحب الخرابة الموروثة عن جده .. غارت منها لأن زوجها اشترى لها خاتماً من حديد ... فضحكت عليها و أخبرتها أن هذا الخاتم وجده عطية في خرابته و خبرتها ألا تقارن بيني و بين أحد .
أحياناً أظن أن النساء غبائهن طبيعة و ليس مكتسباً خاصة في الكماليات فمادام يوجد خبز ما الدعي للملح ....
تصبح الحياة هادئة و بثينة تبكي بصوت منخفض
و يجعلني صوت المذياع من عند جاري أشعر بالدفئ خاصة إذا كان يستمع الى أغنية لأم كلثوم  08-10-1998 م          





5
الشقاء الذي يمكن أن تجده دوماً حولك بعد أن تمشي وراء قلبك أقسى بكثير من البقاء وحيداً
استمتعت يوماً ما بقراءة قصة يموت فيها البطل من أجل الحب و رواياته عن عيني حبيبته و كيف انتهى يومهما بحب جرفهما حيث الأيام الوردية القليلة و بعدها جاء الشقاء
كنت احفظ عن ظهر قلب القصة
كنت أعشق البقاء دوماً أراقب جرحى الحب
انتهى بي المطاف حتى رأيت عينيك
حبذا لو قتلتني
دون ابداء السبب
15-3-2000






6
ظننتك لــــــــــــن تعرفني ... أنا أنقى جزء فيك ... أنا الضمير العائد عليك
أنا نفسك
هل أخبرتني من قبل  عن كذبك ؟ ألم تعد ذلك الصبي الرائع الذي يمتلك القلب ؟
ذهبت خلف الأحلام كثيراً تستلهم الأحداث و ترجوها أن تأخذك معها و لو كمبارساً ظللت تمسك السيف كحارس كبقية الحراس الكثيرون بقصر السلطان
و كنت تفرح كثيراً أن رضى عنك الحلم .. كنت تظن أنك ستأخذ دوراً أكبر لكنك ظننت أنك كومبارس و ستظل .... أمازلت تنتظر نهاية المسرحية ...
و يظل الجمهور يصفق للبطل الول و البطلة و أصحاب الأدوار الأساسية الجمهور لا يصفق للكمبارس
أمازلت منتظراً
أقسم أنك لن تأخذ حتى نفس الدور في العام القادم
عد لبيتك فأنت أروع بكثير
و أنت أغنى بكثير من كمبارس
ظننتك نسيتني
أنا نفسك
15-3-2000







7
نبتعد كثيراً عن الحقيقة و يبدأ فينا الشعور بالانسياق وراء أحداثاً أخرى من صنع النفس...
يتحايل الليل ليأخذ دوراً قصيراً في الأحداث نعدها فنية في مسرحية الحياة و يتسائل الصبح لماذاً تعطون أدواركم لليل رغم أن الصبح واضح رغم أن الزهر أكثر ... و الزهر لا يكـــذب
و الدنيا حقيقة و  ســــــــــــــــراب
تخبرنا عينا الصبية أن النهاية قادمة
رغم أننا انتظرناها كثيراً أن  تتكلــم
و تلملم بقايانا لتصنع في وقت لاحق قصـــــــــــــة جديدة أو أبطال آخرون

18-3-2000
  









8
أحكي دوماً حكايات أبدأها بامراة و أنهيها بامرأة و الشقاء امراة و الحقيقة امراة و الحب امرأة
نعود و نرحل و نحارب و نفوز و نهزم ... يمـــــوت الشاعر .... و تنشر دواوينه و تكون حقوق الطبع محفوطة من أجل مراة .
تسير بدماء الشاعر تتابع أحرفه يروي عن عينيها يتغنى بها تتلوى يلتاع القلب يشتاق ... في الغد لرسم الصورة كاملة  .... يخرج الليل من النوافذ يخرج الحب من  القلب .. يرسل لها وروداُ ... تعود في الغد تحمل في فستانها ياسميناً ... يختلط الشعر بالنثر ... يعلو صوت الشاعر ليخبرها عم الصباح .. فتضحك ففي الحقيقة كان يتمتم ... تبيع الدنيا من شفتيها لعينيها و بين الرمش و بين الرمش مسافة طويلة يعيش الشاعر ألف سنة كي يوصف هذا الحدث








9
أبلغ من العمر ثلاثة و عشرون عاما و المتأمل لي يجدني أبلغ في اليوم الواحد خمس سنوات .. قد اكتشفت في الأمس عدد من الشعرات التي ابيضت في شعري أعتقد انهن قمن بزيارتي مبكراً ... و تنتهي الأيام دوماً بخوف من المستقبل ... لماذا يؤكد الشباب أن الغد مرعباً ؟ و لماذا اعتقدت حبيبتي أنني أقل روعة مما ظننته في نفسي ؟ تنحدر الدموع مروية بالشقاء عندما يفشل الرجل أمام محبوبته ... و تنتهي قصة مروية على لسان فتيات الحارة و عن غير العادة بالسعادة ... ما الذي يحدث ؟ و ماهي القضية التي نحارب من أجلها .... أهي المرأة ؟ ثق أيضاً تماماً إذا وضعت التقدير لامرأة فسيكون الشكل البياني لتقديراتك هوالصاعد النازل دون أن تكون هناك منطقة وسطى .
أحببت امرأة للجنون حتى سميت بالعاشق الأول ... عشقتني حتى صرت أعرف ذلك من عينيها ... لكنها رفضت التخلي عن لعنة توجد في كل امرأة .. أنها امرأة .
اذا أحببت في هذا الزمان لا تخبر من تحبها أنك تعيشها هي و لا تعيش الدنيا .... فستصدق ذلك .... و تقتلك
15-10-1998 م










10
لا داعي للكتابة فلست بارعاً الى  الحد الذي يؤهلني للنشر و يقرأني الآلاف كما أن ما أكتبه لا يهم البشر كثيراً ..
سأقتطع من وقتي المهدر جزء كي أشرح فيه عن شعوري بالشقاء
و سنتــــــــــــــدارس سوياً سبب الانهزامية و ايديلوجيات القرن المنصرم و الروتين الذي لم يتغير حتى اليوم ، و سنفسح مساحة أكبر للحديث عن قضايا لم تطرح من قبل كقضية جوعي مثلاً .. و قضية النملة التي حاولت قتلها لكنها  فرت بعد أن أقنعتني أنها تحت الحصار .
و هناك قضية كلما تحدثت فيها شعرت بامتعاضة و هي قضية أن تجلس عند شقتي قطة لم تستحم و أنا بالذات ...
أكاد من فرط الذهور أجن .. كيف يكون المرء عاطلاً و يطلبون منه أن يعمل ... ألي معنى عاطلاً تلك أنه لا يعمل ؟
زرت صديق لي يبتعد عن دائرة كلمة العاطل في مكتبه و وجدته عاطلاً أيضاً .... ألا يكفي ما يقدمه العاطلون للمجتمع ؟ فهم لا يستهلكون كثيراً ... ألم نكتفي من الشجب و الاستنكار و الشقاء ... إذا فلاعرب جميعهم عاطلين ... فأيـــــــن ذهبت فلسطين ؟ نحن نصنع كما تفعل العرب نشجب و نستنكر و نجوع ... أليس هذا عملاً ؟ ألم نتعلم في الجامعة كيف تكن عاطل ... و قد ابتكرت أنا و بعد أن استقطعت من وقتي المهدر بضع ساعات و تم ذكر ذلك في رسالة الماجستير أنك يمكن أن تخدم الدولة خدمة عظيمة هي أن تموت ... سأقول لكم شيئاً ان تحصل على شهادة جامعية شيء جميل لكن أن تتوظف و تحصل على مئة جنيه شهرياً فأن تعطل أفضل ... على الأقل نحن نعطل بشرف .. و نقترض بعزة نفس ... أود لو تدراسنا مشكلة نظرة المجتمع للعاطلين لا بد ان تتغير فكلنا عاطلين لكن هناك من يعطل بشرف ... نحن نرتـــــــدي أفضل ما لدينا من ملابس و نجلس في بيوتنا نحافظ على ما تبقى ن بشريتنا ... و هناك من يعطل في مكتبه
لكنك عندما تعطل في بيتك لن تكره أحد ... و تصبح صادق مع نفســــــــك
دعونا نعطل بشر ...

20-1-1998






11
عادة تنتهي الأيام هكذا
يصر الصبح ان  يأتي في موعده
و تتبارز آمالي حتى تنتهي جميعاً
و يتخلى الليل عن وعده بان ينقلني من غرفتي المحدودة .... الى الجحيم

20-10-1998 م






        
12
أبو كمال

حتى اليوم لم يكن جميلاً الى هذا الحد و أ رسلت الشمس أشعتها المحرقة فخربت كل شعور بالبهجة .. يمكنك أن تخبز في هذا الجو فقط ضع العجين على سطح سيارتي .. ووصل الشعور بالأسى منتهاه خاصة ما سمعناه في الصباح عن قراراً جديداً ضد الأجانب ، فقد تقرر أن يكره أفراد هذا الشعب الأجانب الذين يعيشون معهم و يقوم الأجنبــــي بإعطاء نصف قوت يومه لأحد أفراد الشعب المختار و أن يقدم الاعتـــــذار أيضاً و يتم استقبال هذا من الأجنبي بمنتهي التعالي و الكبر .
نحن الأجانب ليس لدينا الحق في تنفس الهواء قبل أن يقوم به المواطن يمكننا أن نستنشق زفيره ... كما أنه لا يمكنك المطالبة بحقوقك المالية في أي شركة و إلا .. ستجد ما يسرك
المشكلة هي عودة زمن العبيد ... و المشكلة أنه لا مجال إلا أن توافق على أساليب تعامل من شأنها تدمير جهازك الحسي و الأخلاقي .
و يستمر الشقاء خاصة أنني مطالب بتسديد المبلغ المستحق لإيجار السكن و يعادل نصف ما تحصل عليه في العام الواحد من مكاسب و طبعاً سيأكل أفراد أسرتي و سأدعو الله ألا يمرض أحدهم فهذا يعني أن راتب الشهر قد انتهى   ...
تمر الأيام تشبه بعضها .. الغربة تقتل فينا كل شعور بالحب .. أحافظ على حبي فأنا من اختار غربته بنفسه .. و أنا الوحيد فقد عشت على تراب هذه الأرض عمري كله و مصر تمثل لي مكان فيه قريتي و بحر و سينمــــــا و مسرح و مهرجون .. لكني لم أتنازل عن عشقها  .. و بصراحة أكبر مصر فيها حياة و بها حكايات في كل شبر فيها .. يقولون الغربة تكشف الناس .. و أنا كشفت الناس كلها و اكتشفت أنني أيضاً سيء . . هنا لا أحد أصلاً .. أخلاق القرية لا يوجد ... أخلاق أصلاً لا يوجد يأكلون بعضهم الجنسية الوحيدة التي لا يوجد بها روابط هي الجنسية المصرية و حتى أنهم أجبروا من نعمل لديهم بتخفيض الرواتب بعد أن خفضوا من احترامنا لاحترافنا بكره نفسنا و لأن المصري هو الشخص الوحيد الذي يدير مكتبك و عمالك و يطبع خطاباتك و يرعى شئونك و يصادقك و يغسل سيارتك أيضاً .. اسألوا مصري سؤال ؟ هل يمكنك عمل هذا ... سيجيب نعم .. رغم أنه لا يعرف ما هذا تلك ...
اننا لا نكلف حكومتنا شيئاً فنحن بعيدين عن الوطن ، لا تقم الحكومة بالصرف علينا و لا نستخدم مواصلاتها و لا نسبب لها أزمات .. بالعكس نقوم بدفع الضرائب و نقوم بتحويل العملة الصعبة و نقوم أيضاً بصرف ذلك فيها و برغم ذلك لم نسلم من معاملة الجميع كمغتربين و أننا نمتلك ملايين .. و ( أي خدمة يا بيه ) و كأن الشهر الذي نمكث فيه في بلادنا حيث هدوء الأعصاب و الراحة النفسية هو شهر الفقر أيضاً ...أقسم أن ما ندخره في العام ننفقه في الشهر ...
 إنها غريبة عنا حتى أراضيها .. ان الشعب يتلون بلون آخر ... نحن من وقعنا من السلة .. إننا ندفع كل ما لدينا في غربتنا .. حتى أن الناس يحقدون علينا .. هم لا يعلمون أننا منهم .. مثلهم .. و حتى جيوبنا تشبه جيوبهم .








13
مررت صباحاً بصديقي أحمد و كان رجلاً مهموماً يهرب من حوله الفرح لكنه صديقي الوحيد و أخبرته أليس لهذا نهاية .. و كان مازال ينتحب من الأمس في قضية بينه و بين نفسه و لم يكن متصالحاً مع نفسه حتى وقتذاك فانفجر بالبكاء طالباً مني أن ألملم ثعابيني و أرحل .. أخبرته أنني لن أصادقه بعد اليوم فأجاب أجابة أفحمتني : حتى الرسائل لا ترسلها ... نظرت تحت قدمي و شعرت بأني أسقط ... من سآكل رأسه اليوم ... لو لم أحكي حكاياتي ما الــــــذي سيحدث في رأسي .. لا أصدق أن هذا الصديق و الذي حفرت له حفرة في رأسه يتخلى عني اليوم و قد ملأتني بكافة أنوع السموم الفكرية و الحقد و الاتهامات و القذف و أحتاج فقط الــــــى تفريغ و بطريقتي في السرد لأملأ هذه الحفرة و أستطيع أن أكمل أسبوعي ... من سيقوم بهذه المهمة بعد الرجل الحفرة ... دعوني أفكر من سيأخـــذ منصبه و من سيحظى بفرصة معرفة أسراري ... لقد وجدته .... أنت











14
تنتهى الآمال عند حدود الزمن الذي يمثل هذه النوعية من البشر عندما تتفاجأ بأحدهم لا تستوعب كيف أمكنه المضي قدماً بيننا و كيف يحدث أن يجتمع في شخص واحد كل هذا العبس  ، طبعاً تتمنى لو قمت بضربه على وجهه ، لكنك لا تعرفه .. لا بد أن يسن قانون ألا يمضي أحدهم بين الناس و له هــــــــذه الأخلاق و هذا الوجه المليء بكل تعابير الغضب و السخط و العبس .. إنه حتى لم يبتسم قط الغريب أنه أخذ نفس الحافلة التي ستوصلني الى العمل ..
و بعد أن دخلت مكتبي أمارس الغزل في فنجان قهوتي و أتحمس لاختراع طرفة تضحك منها الآنسة ليلى و تخجل عندما ينكشف أمر ابتسامتها فتتوارى عن الأعين و في مداراتها و حربها حتى لا يعلمون أمرها تغييراً للطقس يتحول جو الغرفة من البارد الى الدافيء الى الربيع و تمطر أخيرا
و بينما أنا أفكر في اختراع طريقة جديدة للضحك دخل علينا هذا الغبي حقيقة أستطيع أن أقول لكم أن دخوله مكتبي كأنه تم خصم شهر من راتبي و كان عقاباً شديداً أن أتعامل مع هذا الشخص كان يود أن ينقل أبنائه من مدرسة ( أم حسين) لمدرسة ( أم سيد ) و طبعاً أقنعته بأن مدرسة أم حسين هي من أفضل المدارس يكفي أن حسين درس فيها و كان لا يفهم العربية فتحدثت معه بالأوردي و أخيراً تفاجأت أنه لا يفهم أصلاً يعني لا بد من اتمام إجراءاته و للأسف عن طريقي .. دخلت الآنسة ليلى و قد تضايقت تماماً من وجود مثل هذا ( البغل ) بيننا فنظرت لها نظرة كلها إحساس و عبرت عن تأثير مرور يوم كامل لم أراها فيه و كيف أن الشمس لم تطلع و القمر لم يقم بمهامه و أن الدنيا كانت حزينة جداً كذا قلبي و قاطعني هذا الأحمق و قال ( احنا هنقعد طول النهار نبصبص ) نبصبص أيها الغبي كلمة كبيرة قد تجعل ليلى تنقل نفسها لمكتب الأستاذ ( أمجد المبصبصاتي ) و هذا الأمجد لا يرحم حتى الهرة من مضايقتها و إذا حدث هذا فلن تصبح الدنيا و ستكون استقالتي على مكتب المدير فأنا أقوم بمهامي في العمل من أجل ليلى و أنا أذهب للبوفيه من أجل ليلى و أنا أستحم أصلا من أجل ليلى
و هنا اقترحت فكرة عظيمة على هذا الحمار أن يذهب الى مكتب السيد أمجد باعتبار توقيعه مهم جداً على الأوراق رغم أنه لم يوقع أي ورقة من قبل فوظيفته هي مغازلة ليلى و غيرها و بعد أن شغل محرك رجليه و انصرف اعتذرت لليلى و كانت جميلة جداً و كانت تجرب في عيني عدستين جديدتين بلون أزرق يعني ليلى صارت أوروبية و عندما تمايلت عليها أحتضن جزء من نهديها العظيمتين باعتبار أنني كنت سأقع على الأرض حملني هذا المفزع من قميصي ينقذني ... لست أعلم من أتى به في هذه اللحظة كنت سأعبر عبر نافذة قميصها الى الجنة ( المتخلف ) و قام بوضعي على كرسي مكتبي ليرشدني الى الصواب يبدو أن امجد قد أشعل صدره تجاهي .. لكني أقسمت ألأ أنجز هذا العمل اليوم .. لو لم يأتي هذا المتخلف لكانت ليلى الآن حامل ... فنظرت الى الأوراق و استخدمت ذكائي و خبرتي و استخرجت منها خطأ فادحاً ان مدرسة أم حسين لم تكتب لنا طلباً و لم توافق أصلا و ليس معنى أن ملفات أبنائه في حوزته أن هذا يكفي .. و لا أكتمكم سرا لقد اخترعت هذا القانون حالا .. عندها انفجر العابس بكل عبارات الود و قد ابتسم أخيراً .. كيف يبتسم هذا العملاق لست أدري أقسم أن عضوه الذكري بحجم شجره .. كيف يكون لديه مشاعر و أنا متأكد أن زوجته رحلت عن الدنيا منذ لقائهما الجنسي الخمسين فأعضاء المرأة لا تتحمل هذا الوحش .. و عندما سألته عن الأم أين هي باعتبار أن وجودها هام جداً و هذا قانون جديد أجاب لقد هجرت عش الزوجية .. طبعاً هجرت عش الزوجية أنا متأكد أنها الآن في أحضان رجل عضوه الذكري لا يتعدى حجم خيارة صغيرة و سمك جزرة ممتلئة قليلاً ...
و بعد أن رحل الحمار البشري امتلأ فمي بإفرازات القبلة و مضيت نحو ليلى و يسبقني شوق و عضوي لكنها لم تكن تفهم العربية هي الأخرى فقد شاهدتني هكذا فاستدارت و رحلت .. أنتم لم تروا كيف هي استدارتها الموت كل الموت فيمن ينظر لها من الخلف و قد استقرتا كورتيها  في وضع  ثابت حيث أن الحركة متوازنة تماماً و كان الرقص يشبه الحلم .. ملعون من لا يشبعك أيتها الليلى المعجزة ... و ظللت طوال فترة عملي هذا اليوم و أنا حاقد على هذا الغوريلا الذي يدعى عتريس عترس الله وجهه و حتى أقم بعملي على أكمل وجه وجهت طلب لمدرسة أم سيد أن مدرسة أم حسين تريد ارسال أبناء الغوريلا لقرب السكن و أن المنطقة التعليمية ترى أن عدد الذكور في مدرستهم قد زاد عن العدد المطلوب لذا نقترح الرفض و كان رفضاً قاطعاً حتى يحلو لهذا العتريس هو و غيره من العتاريس مراجعة دوائرنا الحكومية و إزعاجنا .. أغبياء







15
الهدف من زواجي هو الراحة النفسية فقد نظمت ألف قصيدة في هذه المرأة حتى أنني أحببتها حقاً و  في أحلامي أراها عارية قال أحد الشيوخ أن هذا خيراً ، لذا  أعددت العدة و قد قمت بحلاقة ذقني و ارتديت حلتي الجديدة التي جاءت من خارج القطر و قد امتطيت الكرسي أتدرب على كيفية الركوب .. قمت بغسل عضوي الذكري جيداً فيبدو أن الليلة عيد .. و ستكون الأعياد دوماً و ليست موسمية إنها حتى لم تكن موسمية لكن لو اعتبرنا مشاهدة الأفلام الخليعة هي تلطيف للجو فيمكن أن نطلق على أعيادنا موسمية .. من اليوم فصاعداً لن نحلم فالحلم أصبح حقيقة سيتوفر لدي طول اليوم كل الكماليات الصدر و الجسم الأبيض الجميل و ما أدراكم ما يحمله هذا الجسم من ثورة تروي القلب الحزين .. سأصل الليل بالنهار و ساضع لافتة على شقتي مكتوب فيها ( حتى مطلع الفجر )..
ستلعب  أيها الشقي لا تحزن فقد ظلمتك طوال حياتي و حرمتك من اللعب و المرح ... و احتمال أنك ستصل الى أماكن لم يصل اليها غيرك كأن تقبلك الأميرة ثم تتقمص دور ( الأيسكريم ) أبشر ... انك ستدخل الى العالم الذي حلمت به و أكثر .. لكن لا بد أن تكن رجلاً و لابد أن تنتصر و لا تقم بافتضاحنا فستكن الفضيحة الكبرى .. لا تدعني أسكن في العراء خوفاً من جيراننا العناتل .. و لا تجعل مني أضحوكة عندما تتحدث العروس مع أمها و تقول يبدو يا أمي أنني سأظل عذراء مع هذه الأخت ... أريدك رجلا يعتمد عليه إذا أخرجت سيفك تقتل و أذا أطعمت تشبع و إذا داعبت ترقص و إذا أغضبت تثور و إذا قبلت تروي و إذا أقبلت يقام لك الحفل و تعمل أجهزة السشوار و علب الماكياج و نخسر نصف الراتب من شراءنا لقمصان النوم و خلافه من ( أم محروس الدلالة )
لكنه مرهق و قد ملأ الدنيا من قبل بذكريات من صنع يدي فقط .. فكيف اليوم سيكون البطل الأوحد ..
انتهى زفافنا على خير و قد دبت في جسدي رعشة النصر و في عيني دمعة التفوق و ها هي كالبدر و ها هي تطلب بكل مشاعرها لقاءا جنسياً يخلده التاريخ و الجغرافيا أيضاً ....  استقبلته بلا خوف و كان استقبالا لطيفاً عفيفاً .. لكنه كان خجولاً و حقيراً في نفس الوقت فكان لا يهدأ و كان يبكي
و ما أن قمت بنزع ملابسها و قمت بتحريره ... من قيده سمعته يقول النصر لنا طبعاً هي لم تسمع و إلا لضحكت و اعتبرتني أمثل فيلما تاريخيا و أكيد ستقول من يتحدث كثيرا لا يصنع شيئاً و سمعته أيضا يقول تحيا مصر ..
و قد عبر بعد أن تمت تحيته و أبكى بعد أن أنجز مهمته و قد طعن في مقتل فسمعتها تقول ... ارحمني ...................... لقد انتصرت يا قوم و قد قام الطرف الآخر بتسليم الراية .. و هذا يعني أن هذا الشيء له منفعة بعد أن كنت أظنه سيبقى طوال العمر يخدم شهوة و البطل يدي ... لقد انتصرت و هو الشعور الوحيد الذي استمر حتى اليوم .....
لكني بعد مرور عشر سنوات لم أتذكر سعادة غير تلك و لا فرح غير هذا اليوم .. و قد انضممت الى جمعية ( لا ) و التي ليس فيها غير الرجال الذين خسروا في زواجهم كل شيء بداية من الكرامة و العمل كمزارع من أجل الزوجة و السرقة و النصب من أجل إسعادالزوجة  .. الجمعية شعارها :
( لا تتقدم بخطبة أحداهن .. انسى و اكتفي باعتبار الجنس الآخر غير موجود  أصلاً .. فالخازوق الذي ستجلس عليه هو نفسه الذي جلس عليه سليمان الحلبي   )



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق