16
لم
اعد أطيق الانتظار .. سأنفجر و أخبره أنه غبي ... سأقول له بكل جوارحي أن الجامعة
التي تخرج منها كانت تكذب عليه في أنه يستحق النجاح أصلاً هو يستحق شيئاً آخر
لكنهم كرهوا وجوده لديهم و حتى ان الشهادة التي يحملها من أمريكا كلفته كثير ..
طبعاً مبالغ مالية دفعت للعميد حتى يتغاضى عن مستواه الفكري الضحل ... ان شهادة
معاملة الأطفال التي حصلت عليها من جامعتي أفضل بكثير من تلك التي أخذت بالرشوة
انه يتحدث كثيراً عن التطور الوظيفي و الهيكل و الخوض في الإدارة بهذا الشكل يشبه
صحن الكشري المليء بالخزعبلات .. من قال أن هذا يصلح للعمل كساعي بريد اصلاً و
الغريب أنه مدير الإدارة المركزية و المدير العام بالنيابة و رئيس شئون الإدارة و
الممثل الأوحد في التعامل مع الجهات العالمية و المحلية و الطعمية ... إنه أفشل من
عم عبده ملك الفول على الأقل عم عبده يقوم بعمل له طعم ..
لا
أصدق أنه يشير لي في كل اجتماع و يتعامل معي كأنني لا أفهم شيئاً الغريب أن أخطاءه
الإملائية حديث المدينة و طريقة تحدثه الصبيانية و مغامرات يده في النيل من مؤخرات
الموظفات العظيمات المؤخرة لا ينفك عن متابعة شئون عظمتهن و أحيانا ينال أكثر من
ذلك خاصة إذا طلبت إحداهن ترقية ... الغريب أنني طلبت ترقية لاستحقاقي و أخبرني
بكل سخرية انه لم يستطع أن يرى أمامه .. ماذا يقصد هذا الفاشل هل كان سيفعل في
الفاحشة أم ماذا الحيوان الغبي ... لكنه انفجر بالضحك وقتها و قال لي : يا عبد
الحميد يا أخي احمد ربك أنك مازلت تتنفس في إدارتي و لتشكرني على أنك مازلت تستلم
راتبك و مازال اسمك موظف ... طبعاً ابتسمت ابتسامة خبيثة و ذهبت الى مكتبي و قمت
بتحرير شكوى ذكرت فيها كل ما يحدث و ذكرت فيها أن الظلم هو مـــــــا نعيشه و نموت
نموت و تحيا أم سيد و ظهر الحق و زهق الباطل ... و تحيا مصر و كلمات من العيار
الثقيل طبعاً كتبته على الآلة الكاتبة و ذكرت فيها الليالي الساخنة و الليالي
الباردة و الممارسات الجنسية في وقت العمل و أكثر ما أكدت عليه عدم ارتدائه لملابس
داخلية و مكوث السكرتيرة شاهيناز تحت مكتبه و الرضاعة الطبيعية لعضوه الذكري و كيف
أن أهم الأوراق الخاصة بالإدارة يتم توقيعها و هو يقوم بدر الحليب و إخراج ما يضيق
صدره لينفتح على الجميع الصدق أقول أن شاهيناز تقوم بعمل بطولي لذلك بعد أن تكمل
كفاحها لو تطلب منها الأمر أن تجلس على الكرسي نفسه الذي يجلس عليه هذا الحيوان
تجلس بشرط أن يكون هو تحتها ثم بعد اكتمال الشكاوى و الآهات ترتدي ملابسها بكل عزة
و تذهب الى بيتها .. محترمة جداً هذه الشاهيناز و راتبها الشهري 5000 جنيه
فهـــــــي أرخص من بنات الليل و منصبها ارقى من سكرتيرة و أقل من زوجة .
لكن
مديرنا لا يكتفي أبداً بالرضاعة الطبيعية و أن تمتطيه هذه الشاهيناز إنه في تمام
الثانية تقوم مدام رجاء البالغة من العمر خمس و ثلاثين ربيعاً بإحضار الغذاء من
بيتها فموعد بداية عملها يبدأ من الساعة الواحدة ظهراً و تقوم بإطعام الرجل و
لكنها تلبس في ذلك رداءاً غريباً طبعا لا ترتدي ملابس داخلية و لها عضو تناسلي لا
أفقدته أبداً يثير النمل الذي بالمكتب حتى أن رائحته تفوح في المكان ليتني كنت
ساعياً حتى أشتم تلك الرائحة و الحق أقول أنها تلبس بين صدرها و ما يتوسط جسمها
قطعة ملابس فهي متزوجة و محترمة لكن الحليب متواجد و العسل أيضاً و بعد أن يأكل
الرجل يفرغ ما أكله على بطنها أو صدرها أو داخلها فهي لا تعترض حتى أن آخر مولود
لها سمته على اسم المدير و تفتخر أن هذا الولد لا يشبه سيد موظف الأرشيف و في
الوقت نفسه زوجها المحترم .. و شعره مجعد على فكرة مديرنا شعره كذلك .. لكني لا أجزم
أن هذا الولد إبن مديرنا فهذا يعني أن مدام رجاء أم لأشرف نطفة و أنها ستتحكم فينا
.. لكنها طيبة القلب و مريحة و عندما أشاهدها أشعر بأن أشياءً تتحرك داخلي و هي
أشياء حسية و ليست معنوية .
رومانسي
جداً مديرنا خاصة و هو ينظر الى العذراوات و الفاتنات و المتسكعات و المتبجحات
المتكبرات منهن و العفيفات و المتبرجات و المتفتحات و المنغلقات إنه ليس عنده غير
الجميلات و المشكلة أن لي شارب يقف فوقه صقران و الرجال في إدارتنا وظيفتهم
تكميلية و شغلهم و رواتبهم زكاة من المدير
و قد يمر الأسبوع دون أن يرانا هذا المدير حتى أنني فكرت في إجراء عملية و أستأصل
هذا الوحش الذي بداخلي و أقوم بعمل فتحة ضيقة مكانه ... لكن هذا أيضاً غير مجدي
فقد يمل معاشرتي كما صنع مع سمية السكرتيرة العظيمة السابقة حاملة حليب المدير
السابقـــــــــة و أسراره و الراضعة الوحيدة لذكره .. لكنه لم يرحمها عندما طلب
منها أن يجرب الوقوف خلفها .. لكن خلفها مباشرة .. و بالتحديد عند مؤخرتها و لما
سألناها و هي تبكي بعد أن تم فصلها ما المانع فقالت ليس فقط خلف مؤخرتي مباشرة و
لكنه موجه عضوه الذكري نحو المؤخرة مباشرة و لما قالت إحداهن و ما المانع قالت و الحفر
داخل المؤخرة بواسطة هذا الذكر الوحش علمت وقتها أن سمية هذه عظيمة جداً فقد حافظت
على شرفها على الأقل شرف المهنة فلا يوجد حفر في هذه المنطقة أصلاً .
و
بعد أن تقدمت بشكوتي موقعاً بالأسفل رجل من إدارة الداعر و مخلص أمين .... خلال
أسبوع واحد تم زيارتنا عن طريق لجنة مكون من عشرة مدراء و يرأسهم وكيل الوزارة
للتحقيق في هذه الوقائع .. و تم فحص جميع السيدات بالإدارة و بلا ملابس و تم تجريب
جميع الأعضاء التناسلية لهن و تم إمتاع اللجنة و على رأسهم وكيل الوزارة الذي كان
من نصيبه صباحاً شاهيناز تحت المكتب ترضع
و تشبع تخلع و تخفي أسرار الوزارة و أعضاء الوزارة حتى و لو كانت بهذا الحجم
، و عند الغـــــداء مدام رجاء العارية و
يتوسط بطنها قطعة ملابس غير محددة الاتجاهات .... إن تفريغ الحيوانات المنوية بعد غداء بيتي لوكيل الوزارة لهو واجب وطني .. و قد أجمعوا جميعاً في تقاريرهم .... أن
مديرنا رجل محترم و له ذوق رفيع و أن إدارتنا أفضل إدارة في الجمهورية ... تم تسليمه درع التفوق من الدرجة الأولى
.... و طلب أن يتم ترميم الجهاز التناسلي له
على نفقة الدولة ... و تمت
الموافقة على ذلك رغم أن هناك من يموت قهراً طلباً للعلاج على نفقته الخاصة و لا
يستطيع .
العزاء
الوحيد في الموضوع أنه تم صرف مكافأة نصف شهر لجميع الذكور في الإدارة و مكافأة شهرين
لجميع النساء في إدارتنا حتى الزائرات منهن ..
يفترض
أن يشكــــروني لكني طبعاً لم أفشي سر .. فلست من قدم الشكوى و لست أعلم ما الذي
يحدث .. نظرت للساعة و وجدتها أيضاً تدق فعلمت أننا ما زلنا نعيش على الأرض .
17
أحببتها
.. إنها كالقرنفلة .. ياسمينة و لها رائحة تشبه رائحة الورد الأحمر أتعلمون رائحة
الوردة البلدي الطبيعية ليست اوروبية و لكنها تضربهن على رؤسهن ... شرقية شعبية و
من أسرة تتعامل ( بالإتيكيت ) متفتقة يعني أنها مغذية جداً أنا متأكد أنني لن أظمأ
أبداً و لن اجوع أبداً حتى و لو لم تطبخ سأكتفي بالأكل منها .. إنني حتى لن أفكر
في ممارسة عملي اليومي سأكتفي بأن أتحسس قوامها الذي يبهرني ..
تحمل
قلـــــب يحمل الطيبة و الطيب .. ذكية و لماحة .. طفلة و امرأة .. تحتويها فتدخلك في أقصى حنانها .. تحترمها فتقبل لك
أرجلك .. تعطي لها القليل فتكتب قصيدة في كرمك ... إنها معجزة القرن و أقسم أنني
لا أصدق أن فتاة في نفس عمرها تحمل قلباً يستوعب الكون و أقسم أنني لم أفهم حتى
الآن لماذا أحبتي أو لماذا أنا .. كل ما أفهمه أنها ستموت إذا لم نلتقي في بيت
واحد يلعب حولنا أبناءنا تدفئني فأحملها فوق كتفي .. أحببتها فلم أقابل المراة
التي تصنع ذلك .. أفاجأها بأنني أفضل الرجال حتى أنها صدقت أنني عمر الشريف في أحد
المرات .. لا أخفي عليكم سراً أنا لم أقم أبداً بالسفر إلى أميركا .. حتى أنني لم
أكن نجماً كنت فقط ملمع نجوم ... لكنها تعتبرني في مرتبة رئيس جمهورية و ترضعني
كطفل لها .. طوال حياتي كنت أريد ان ترضعني امرأة كطفل لها و تحترمني كرئيس
لجمهوريتها .. و قد وجدتها .. نسيت أنني متزوج و نسيت أن لي طفلين من زواجي
بالكاد أتذكر اسمي .. كنت أتمنى أن تفهمني و أنني غير متزوج
و أن زواجي هذا انتهت صلاحيته .. الغريب أنها فهمت .. هذه المرأة تفهم أكثر من
اللازم و اليوم لن أتنازل عن حقي فيها .. لن أتنازل عن اكتمال ارتباطي العاطفي بها
و الوصول إلى كاتب الزواجات .. أحبها يا قوم ... البنت تعشقني .. كيف لا أبيع
الكون من أجل امرأة تعشقنـــي ..
سأشتري
لها جميع الأخبار الطيبــــــــة و سأملأ لها البيت بأمجاد الرجولة و أهتم بها
اهتمام الأميرات ..
أنا
لا أغني فصوتي ليس يطرب .. لكني أنقل احساس قلبي ...
و
لست أعلم أين يقودني قلبــــي .. لكني أمضي إليك كطفل
و
أخطر ما في الأمر أنك لا تعلمين من الدنيا غيري أنا قائدك .. عاشقك حتى أني حصلت
على منصب الأبوة ..
لن
أفقدك لسبب بسيط جداً أن قلبي ينبض بداخلك .
أيوجد
مجنون على الأرض يترك الفتاة التي تمثل ابنته و زوجته و ثورته و حنانه ؟
لن
أمضي في طريقي وحيداً فقد مللت أن أكون وحيداً و قد أحببت التحدث معك و التقرب لك
و التــودد لك و الاستعراض أمامك أنني الرجل الأوحد و الأخطر على الإطلاق .
18
جارنا
الجديد له صلعة غريبة .. كل يوم يعود الى منزله و يحمل البطيخة و الجريدة كأنه
فلكلور مصري ... يمشي كأنه عسكري و يبتسم عندما يأتي عيد الأضحى لكن عيد الفطر لا
يبتسم لأنه حاقد على بطنه فقد جاع كثيراً ... أعتقد و الله أعلم أن هذا الرجل موظف
كبير فله خلفية كبيرة و قديماً قالوا إذا كبرت خلفية الرجل إعلم أنه موظف كبير
تقريباً من كثرة الجلوس خلف المكتب و كذلك من كثرة الجلوس على الرؤساء .... ذات
يوم ملأت وجهي بالصابون و تحمست للقاء مياه الصنبور و بعد أن خذلتني الحكومة
بأن
قطعت عن حارتنا المياه أكيد سيستحم الآن أحدهم في مصر الجديدة أو أن أحد أبناء
شعبنا الذين يضعون ريشاً على رؤسهم أراد أن يملأ حوض السباحة الخاص به أو ليقوم
بغسل جميع سياراته أو أنه شعر بأن منظر الماء المتدفق سيجعله يستطيع التبول و
عندما خرجيت من الحمام مسرعاً أستنجد بأي شخص ليحذف هذا العمى من عيني ناولتني
فتاة قدراً من الماء و بعد أن غسلت وجهي نظرت اليها سبحان الخالق هذه البدر ابنت
هذا الخرتيت شكرتها و عندما همت بالانصراف أخبرتها أن وقوفها بهذا الشكل يعني
مخالفة مرورية يعاقب عليه القانون فهو إشغال للطــــــــريق و إشغال لقلبي و عندما
تكون المرأة بهذا الجمال يجب ألا ترى القمر فقد يغار و قد يتكاسل عن أداء مهامه
... و لما ابتسمت أقسمت أني لن أذهب لعملي هذا اليوم .. نمت فقط و كان المشهد
الأخير ابتسامتها .
الصدق
أقول أن المرأة مخلوق هام جداً في الحياة فهو المعبر الوحيد عن الجمال و صدقاً
الرجال يمتلكون ظلاً ثقيلاً ...
19
لست
أعلم أين توصلنا مشاهدنا .... تتكرر الأحداث ... أنت .. ألم تكن هناك منذ بضعة
أشهر تحمل نفس الحقيبة و لديك من الهموم ما لديك اليوم حتى أنك ذكرت في كلماتك ...
أن شقاء اليوم يشبه شقاء الدهر ... ألم تقل هذا من قبل كيف يتكرر نفس الحوار ..
حتى ملابسك و طريقة السرد ......
و
أنتي ... ألم تموتي من قبل مرتين ... ما الذي أتى بك ... أنا أيضاً نسخة كررتها
ألف مرة .. يبدو أنه لم يبقى لدينا جديداً .
أختبأ
خلف نفسي و ألملم كلماتي من فوق طاولتي تحت و حول و فوق فنجان القهوة و أتأبط
جريدتي و أبدأ في الرحلة اليومية التي لا هدف منها غير التفرس في أوجه المارة ...
هذه المرأة تكررت في خمس مشاهد .. نعم نفس المؤخرة ... هذا الفاسق قام بوضع يده في
منطقة حساسة لنفس الفتاة منذ الربيع المنصرم .... الشيء المبهر أنها قامت بقذفه
بحقيبتها بنفس الطريقة ... و قد خجل كثيراً لكنه لم يرتدع ... نفس المشهد ... إنهم
يتكررون .. نفس الوجوه ... نفس الموظفين ... حتى رائحة الشوارع .. شارع شريف له
رائحة حتى التراب .... شارع قصر النيل له طعم آخر .... نحن نسخ مصغرة من آبائنا و
.. آبائنا نسخاً أيضاً من آبائهم و كلنا ننتمي لنفس الطعم و الرائحة و اللون ...
أنا أقوم بتقليد والدي دون أن أشعر ... و طبعاً يقوم والدي بتقليد والده دون أن
يشعر .... و الحق أقول أننا نمضي في طريقنا حتى ينتهى زمننا ... حتى مشهد الموت
يتكرر .... و عندما قادتني قدماي الى كوبري قصر النيل و رأيت الأسدين رأيت أيضاً
نفس الفتاة بنفس الملابس و تصور نفسها عند التمثال ... و عندما غلبني فضولي ..
أخبرتها نفس الوقفة و نفس الملابس و نفس
الصورة ... فأخبرتني ساخرة .. نفس الغباء يبدو أنها لا تقصد إهانتي لكنها اعتقدت
بأنني أغازلها ... فلا يمكن لامرأة أن تراني بكل هذا الشارب و لا تقع في غرام
فحولتي .. فأنا أسد كالواقف يحرس هذا الكوبري .. لكني أحياناً أقوم بغسل الصحون
.... نفس المشاهد.... المشهد الوحيد الذي رأيته هذا اليوم و كان
فريداً و لم يتكرر من قبل هو سقوطي أرضاً و موتي ... و عندما اجتمع المارة رد
أحدهم .... نفس السقطة ....
20
الخوف
... أعتذر ... الرعب يبدو أنه الفزع ... من الموت ... الموت يجعلنا ننصرف عن
التفكير فيه فلو فكرنا في الموت سنموت سريعاً
و لو لم نفكر فيه سنموت أسرع ... رغم أنه قريب جداً إنه حتى يأخذ أقرباء
لنا و سيأتي دورنا حتماً .. لكن كل منا يخبر نفسه أنه مازال هناك الوقت الذي نمرح
فيه و مازال لدينا متسعاً للمتعة .. الصدق أن الموت يجعلنا نصمت حتى إشعار آخر ...
و يجعلنا ننصرف عن الملعب و نبقى في صفوف المتفرجين ... لكن هذا لا يعني ألأ نستعد
له ... بالكلمة الطيبة .. بالعمل الصالح .. بالدعاء ... بالعبادة ... إنه قريب
جداً أقرب من نثرة كلماتي .. أشعر أن النهاية ستكون مؤلمة ، و الحق أقول أن الحال من حولي لا يبشر بالخير ، كيف نصنع
الحسنات في وكر السيئات ؟ هذه هي المعادلة الصعبة .. في زماننا من يكافحون للوصول الى الجنة يتعبون كثيراً
للوصول على أعتابها إلا رحمة ربي ... و هم
قلة .. سأقترح عليكم اقتراحاً هو في الحقية
اقتراح لي أولاً ما رأيكم لو انضممنا اليهم ...
فقد
نكسب ثواب الجماعة و قد تحل علينا بركات ربي و يدخل الزمرة الى جنات النعيم
باعتبار أننا نصطف جميعاً لعمل الخير و ننصت جميعاً لنداء الخير و قلوبنا عامرة
جميعاً بكلام الله و عبادة الله و نخشع جميعاً في صلاتنا و دعائنا
و
حتى لو جائنا الموت سيجدنا مبتسمين .
21
ينحدر
من أعلى الصدر العسل و يتخطى النهدين يلتمس العطر البشري و يلقي تحيته على
مقدمتهما يرضع منهما حليباً و في اختلاط الحليب بالعسل تنتشر البركة في أرجاء
حارتنا و يصطف الأخوة الجزارين و البقالين و بائعي الخضار و المارة و غير المارة
لمرور المستودع البشري لحنان الأمة و جمال الجسد الملتف حول جماله ... حتى الثوب
الذي لبسته تلك المستودع البشري يأبي أن يغسل مع ثياب العامة .. تضحك الباليرنا و تقتل
فينا ... تلهو الشعبية و تلقي بنا في الحارة المنسية .. لا نعلم من الدنيا غير
وقوف الحارة بأكملها حين تمر ( أميرة ) ملعون من يمس استداراتها أو يمس امتزاج
العسل بالحليب .. لكنها تعلم مع ذلك أن أعيننا جميعاً سوف تغير أماكنها من شدة
وطأة العطور المنبعثة من أرجاء الجسد المتفتـــــــق و رغبة جميع من على وجه الأرض
في تذوق العسل ممتزجاً بالحليب .. و في
مرورها صباحاً حكمة ...و في ذهابها لأم ناجي بالمساء حكمتين ... و في توزيعها
للابتسامات فلسفة ... لكن أصعب ما في الأمر بكائها أحياناً ... نبكي جميعاً و لا
تبكي أميرة ... نجمع من الحارة تبرعات كي لا تبكي أميرة نقتل أنفسنا و لا تحرمنا
أميرة من حنانها و لا يختلط الدمع بمزيج الحليب و العســــــل ... نلبس ملابس المهرجين
كي تضحك أميرة ... نموت نموت و تحيا أميرة ...
22
تصدقت
بعشر جنيهات هي كل ما تبقى من الراتب علماً بأننا اليوم في 10 منه ... و عندما
عنفتني المتسولة التي حصلت على كل ما أملك ... شعرت بامتعاضة فأنا الوحيد الذي رفع
مستوى التسول الى مرتبة أعلى خلال هذا الشهر إنه لم يصل الى يدها خمسون قرشاً ...
العجيب انها لم تصدق أنها ورقة كبيرة و ليست مـــــن الورق الذي لا يروي و ضرره أكبر من نفعه و عندما صحت في وجهها أن هذه عشرة
جنيهات فزعت و دعت لي دعوات هي في الحقيقة رغم ما فيها من نفاق فإن فيها حماس غريب
... حتى الدعوات أصبحت نظير مبالغ مالية ...
دفنت
نفسي في سريري و شعرت بعد مرور عشر ساعات برغبة قوية في التماس المزيد من الحنان فعبرت
عبر نافذتي للوصول الى أي قطعة من اللحم في جسد جارتنا و كان اليوم عيد بالنسبة لي
فهي تستحم ... أعلم عندما تستحم يختلط رائحة الصابون برائحة الجسد فيكون الرائحة
التي تفضحها .. هي تستعد لقدوم الفارس السمين ( زوجها ) و أنا اليوم سآكل قبله فهو
لا يفقه شيئاً في أمور الترويض و الملاطفة ... عيني ستسقط عليها من نافذة الحمام
الصغيرة و أعلم أنها تختنق من رائحة البخار فلا بد انها ستفتح جزء من النافذة ...
هي لن تصدق أن رجل في مثل وقاري يلهث على جسدها .... و الآن فقط أقول لكم أنني لن
أستطيع التحدث أكثر فقد شاهدت الجسد بأكمله .... بأكمله .... كانت مستغرقة في
تنظيف الجسد و مناطقها الحميمية و كذلك عيني .... لقد ضاجعتها في الحلم لكنها لم
تكن بهذه الروعة ... محظوظ هذا السمين الغبي .... و أقسم أنه لن يستطع حتى فك رموز
هذا الصدر ... إنها لا تؤكل هكذا ... التفتت فجأة و علمت أنني أزني بها من خلال
نافذتها ... و بعد أن علمت أكملت استحمامها وزادات من إغوائي ... و بعد ان عرفت
أنها على علم بي زادت حدة شهوتي و انطلقت مني زفرات أسكتتها عن الالتفاف حول الماء
و الصابون و فشلت في كتم السر و نظرت في عيني ... عارية كما ولدتها أمها ... تستعرض
مواطن البهجة و السرور في جسدها تلتف حولي و أنا قابع مكاني لا حول لي و لا قوة
... يسبقني عضوي الذكري على نافذتها و أمتطيها حتى في أحلام اليقظة ... و قالت :
ما بك يا جاري ؟ فأخبرتها أن الكهرباء مسكت في جسدي .... استطاعت أن تجمع كلماتي و
ألقت على نفسها ثوبها فقط دون أن تخبأ شيئاً من فتنتها و طرقت الباب ... ففزعت ..
بعد أن أرسل مخي إشارة الى أعصابي ... هي ( فتنة ) دخلت بأقصى سرعة لترويني .. كنت
سأصرع من كل هذا الكرم نزعت ملابسها و التقطت عضوي الذكري و ظلت تستجدي منه حليباً
أقسمت أنها لم تفعل ذلك طيلة العشر سنوات التي تزوجت فيها الفاشل .... أخبرتني
أنني الرجل الأوحد في هذا القرن ... فلم أهدأ حتى فتكت بشهوتها و قتلت فيها الجوع
و الظمأ أقسمت ألف مرة أنها لن تعشق غيري و التقطت شعرها حتى لا تكذب و أنا أطعمها
أعلمها كيف يكون الاهتمام ... أرعاها و لأول مرة في تاريخ جسدها الحزين سابقاً و
المرتوي المشبع بالحياة حالياً ... جلست فتنة فوقي تخاصمني أين كنت أيها الملك
.... فأجبت برقة و ليس بلساني ...
فوقـــــك
... لم تنبس ببنت شفه و لم أعرف للكلمات طريق بل حوار دار بين جسدينا و صراع و
معارك بين النهد و بين الفم و معارك أخرى لن أخبركم عنها بالأسفل نعم بالأسفل حيث
شربت من شهوتها و ملأتني بشكاوى عن الجسد الحزين .. أنهيت الملحمة و أطفأت لها
جسدها وجهت وحشي قبل أن يعود الى طبيعته الى كل ثغرة في جسدها حتـــــــى ترتوي و
للعلم فقط ... كانت كلها ثغرات .. و بعد أن أكلت و بعد أن شربت صفقت ... قبلتني ..
و بعد أن قبلتني ضمتنــــي و قالــــت لا ترحل ..
فاليوم
فقط ولدتنا الدنيا ..
لم
تكن تعلم أن اليوم فقط لفظتنا الدنيا .
23
المراهقة
هذه هي مرضي الوحيد
فقد
اكتشفت بعد مرور العمر و برغم أن بلغت من العمر سنيناً كثيرة و تعديت مرحلة
المراهقة بزمن أنني مازلت ( أراهق ) و هذه لفظة من اختراعي فلم يستخدمها أحد غيري ..
حتى أني اعتبرت نفسي شاباً لأنه مازال في داخلي نفس الشعور الذي شعرت به عندما
بلغت خمسة عشر ربيعاً .. لكن لا أخفيكم سراً أنا لم أعش مراهقتي .. فأنا رجل منذ
أن أدركتني .. انه لشعور لطيف .. تمر بجوراك امرأة فيتجدد دمك .. الغريب أنني كنت
محترماً جداً و يضرب بي الأمثال في الأخلاق الحميدة خاصة التي تتعلق بالمرأة ..
أخبرتني
أمي أنه كان هناك شخص كان آية في الاحترام و ليس له مثيل وسط الرجال ... كان اسمه
أكمل ... لكنه مات ... أتصدقون لقد فزعت .. الحقيقة أنني خفت كثيراً .. رغم أني لم
أقم بفحش مع أي حواء لكني فقط استخــــــدمت أشعاري و تركتها تداعبهن .. علماً
بأنهن في منتهى العطش و الجوع .. قد قمت بعمل إنساني .. لقد منحتهن الثقة بأنفسهن
.. و أنا الوحيد الذي يستطيع العبور الى أماكن لا يصل إلي فيها غيري داخلهن و داخل
داخلهن فأنا شاعرهن و أنا فارسهن .. أنا الـ هُن نفسه .
لكن
لا يعلمن أنني لا أصلح حتى مساعد فارس .. أو حتى من يقوم بإركاب الفارس على فرسه
... العزاء الوحيد أن سعادتي لا يحدها حد خاصة أنني وجدت فرعاً من حياتي لم يكن
يتغذى فغذيته .. و وجدت مستمعات لقصائد نفضت من فوقها التراب لأشعار أحييتها
بوجودهن و وجدت منبراً لأخطب فيه عن الحب و الغزل
وجدتني
بعد كل هذه الأعوام هاروناً ....
جميل
جداً الجامعات الجديدة و التي يرتادها فتيات فقط
أكثر
الله منها و بارك لكل من سمعت مني قصيدة و شاركتني و غيرت الطقس .
24
الأيام
المقبلة كلها لا تكفي لشرح الحب ... الحب هو الشيء الوحيد الذي لا يأخذ منا ضريبة
و هو الوحيد الذي يسأل عنا ... مازال ينبض فينا هذا الشعور لذا لم يرحل من قريتنا
و نحمد الله فالقرى المجاورة ليس فيها نبض أصلاً .. طغت المادة حتى غرقوا جميعاً
...
صباحاً
كانت تمشي و كان يرافقها حبها ... ملأت طرقاتنا بعطور و دفئ لم نكن نعلم أنها
عندما تخرج من بيتها سنخرج نحن أيضاً و لم نكن نعلم أن الحب يقطنها حتى صباحاً ...
إنها أجمل زهرات قريتنا ... زهرة
ابتسمت
لطفل كان يشاغب و مالت نحوه قبلته ... و لما صنعت تلك المعجزة انتشرت قريتنا تسجل
الأحداث تتناقل أخبار الفرح ... و لما بان ثغرها تطلقت أمينة زوجة محمد عبد الباسط
... و عندما تنازلت و وافقت على أن تخطو خطواتها نحوي كنت قد تنازلـــــــت عن
الدنيا و ما فيها .. ( صباح الخير يا فتحي ) أنا .. صباح الخير .. أتعلمون معنى
صباح الخير ( عندك جبنة رومي ) قد أحببت الروم التي اخترعت هذا الجبن لدرجة أنني
تخصصت فيه و أحضره من القاهرة فهي الوحيدة التي تفهم معنـــــى ( الجبنة الرومي )
و عندما نطقت بكلماتها كنت قد ذهبت للمستشفى مرتين
(
ما لك يا راجل انت شارب حاجة ) قلت لها ( شارب شاي بلبن ) و كنت متوقع لقهقهة ثم يتبعها صوت ياتي بعد انقطاع النفس و
عودته يشبه الموسيقى أخبرتني أني خفيف الظل .. و اعتبرت ذلك أفضل من الليسانس الذي
حصلت عليه بعد ان قاموا بنفخي ... أحضرت لها الجبن و تمايلت أستنشق عطرها الفرنسي
... كيف تحصلين على عطور لا تباع حتى في العاصمة ... ... كيف تحصلين على قلبي و
الذي لا يوجد غير في صدري و عندما استدارت لتمضي في طريقها قلت لها ألا تحتاجين
الى بعض المقبلات التي تؤكل مع هذا الجـــــبن فأخبرتني ( و بعدين معاك ) قلت لها (
خدي يا زهرة و كأني أعطيها قلبي ) لكنها هذه المرة أخبرتني بشيء لم تخبرني به من
قبل بحثت في كل دواويني و دواوين العرب عن أشكال التورية و التشبيهات لم أجد لذلك
معنى أخبرتني بأن هذا الجبن لا يؤكل دون مقبلات ( انت كنت عايز تنسى كنت هازعل منك
و أخاصمك ) ثم انطلقت بعد أن ملأت وجهي بابتسامة ملأت بها وجهها من قبل ..
المؤكد
أنها لا تتحدث مع أحد و هذا ما دفعني لأقوم بفتح هذه البقالة .. كما أنها لا تبتسم
إلا لأطفال فقط و ذلك لقيامهم بعمل حركات فهي تشجع الطفولة .. بمعنى أن الرجل
الوحيد الذي تبتسم له بعد أن توزع حنانها على أطفال قريتنا بمعنى أنا موجود .. غير
أن الحب يسكنها هي فلو أراد أحدهم القيام بالتغزل في امرأة مثلاً يستأذن من حبها
... إنها خصتني بالحـــــديث و أتخيل أن موضوع ( الجبنة الرومي ) هذا ما هو إلا
دلال فهم يطبخون طعاما لا يطبخه بيت العمدة .. و أنام و أستيقظ و أحلم بقدومها
لتشتري هذا الجبن المعجزة ..
ترى
هل ستقوم بهذه الرحلة من جديد و التي تستمر لمدة عشر دقائق تجوب فيها طريقاً الى
بقالتي و تتجول في أرجائي .
ترى
هل ستأكل المقبلات مع الجبن بصراحة .... المقبلات انتهت .. و أظل أقبل في يدي التي
لمست يدها عندما أعطتني خمسة جنيهات هي نفسها المبروزة أمامك ... نعم هذه جنيهات
زهرة....
25
اشتعال
الحب فينا
و
انتهاك مشاعرنا صورتان تحملان المشاعر و الظلم ... الآمال و القتل .. البداية و
النهاية ...
لماذا
ينتهكون مشاعرنا و قد اشتعل فينا الحب
26
الموعد
بعد صلاة المغرب .. سيكون هناك .. نعم و سأملأ الدنيا بالفرح .. سأغرد .. حتى
الأغاني المحرمة و التي تحمل البهجة و السرور سأتغنى بها .. إننـــــي سأطير حوله
... سأقبل يده و سأطلب منه أن يصفح عني .. و عن قبيلتي التي اقترفت الذنب في العام
الماضي بعد أن قتلت نفسها من أجل عنزة ..
سأصرخ في وجهه و أخبره أننا تعبنا كثيراً من مكانتنا المتدنية و التي لم نتشرف بها
منذ عام حيث خلع علينا مناصب جميعها ما دون تنظيف الحمامات و الشوارع . .. و ستكون
هناك أيضاً ( سارة ) تلك الوردية ابنته ... سأتحدث لها عبر عيني .. سأقول ما لم
|أستطع البوح به بلساني و هي تعلم أننــــي أحبها ففي العام الماضي ناولتها وردة
حمراء .. و ردت علي بالفرنسية ( ميرسيه ) يبدو أن هذه الكلمـــــــة تعني ( و أنا أيضاً ) لكني لم أجد أحد يفهم العربية أصلاً في قبيلتنا
( قبيلتنا قبيلة بني كلب ) أشرف قبيلة بعد ( قبيلة بني جحش )و التي تنحدر من (
قبيلـــة بني عنز ) و لم أعرف لماذا قبائلنا تعشق الحيوانات و عندما يسبنا أحـــــدهــم
و يقول ( بني كلب ) نشمر ســــاعدنا جميعاً و نكرم ضيفنا رغم أن في مصر المحروسة (
بني كلب ) هذه لفظة تعني صفعة على وجهك .
سأجمع
الآن باقة ورود كلها حمراء .. و المؤكد أنها تفهم مادامت تتمتم بالفرنسية يعني
تفهم معنى الحب و سأبعث اليها برسائل حبي عبر قلبي .. سأناشد جميع الحراس الملتفين
حول فستانها أن يتركوا لي المجال حتى أصل الى موقع قلبها الدري و ألقي به قصائدي و
أتأكد أنها تعمل .. فلو فهمت أنني أحبها ربما تمطر السماء أو حتى تنزل بركات الحب
حول قبيلتنا و فوقها فتحمينا من هذا الظلم و هذا القهر .. إنها ابنت أكبر رجل في
العرب حتى أنه عندما يذكر اسمه تتزلزل أباطرة و تهتز رجال نسميهم أسود .
و
بعد أن أتممت ليلتين دون نعاس و بعد أن استعديت تماماً للقاء الفارس الأوحد و
الفخذ بذاته .. امتطيت دراجتي و قمت بالتأكد من أنها لن تسرق أنا مندوب عن قبيلتي
و أنا المتحدث الوحيد الذي يمكنه الشرح و الإيجاز .. لكن الحراس منعوني
أمل
قبيلتنا كله في هذا اللقاء
حتى
أن الورد في يدي سيذبل
كيف
يتم منع الشعب من الوصول الى الحاكم
منعوني
سأجر
أذيال الفشل و أمتطي دراجتي و أختار من بين السيارات التي يجرها حمار فأمسك
بها فأنا الآن لا أستطيع القيادة .. كما
الأسبوع المنصرم و حتى هذا لن يجدي فإنا أتحدى أن يوجد شخص واحد في هذا المكان
يمكنه إطعام نفسه .
و
في الطريق أكلت زهرة حمراء
و
كانت تنزف فسارعت و أرحتها من الموت و وضعتها في معدتي .. لم أكن أعلم أن طعم الحب
حلواً هكذا .
27
في
مثل هذا اليوم من أربع و ثلاثين عاماً ولدت المعجزة .. المعجزة التي قامــــــــت
بزيادة سكان الأرض .. و المعجزة التي مرت بالحق مرور الكرام و لم تفصح و مرت
بالباطل ولم تنبس ببنت شفـــــه .. المعجزة التي أخذت رقم و تعاملت كرقم و عاشت
كرقم و ستموت برقم .. المعجزة التي إن غابت لا ضير في ذلك و إن حضرت لا معنى لحضــــــورها
.
في
مثل هذا اليوم من أربع و ثلاثين عاماً تمت ولادتي
28
اليوم
فقط اهتزت الأرض تحت قدماي ... اليوم قمت بعمل لم أقم به طيلة حياتي ... كنت احافظ
على نفسي كالعذراء المنتظرة الفرج ... اليوم قمت بعبور الطريق الى الجانب الآخر ..
عبرت بنفسي الى نهايتي ... لقد قمت بمعاشرة امرأتين كل على حدا ... في البداية لم
أكن أفهم شيئاً و كنت أصنع ذلك حتى لا يفتضح أمري أمام صديقي و رفيقته التي أصبحت
فيما بعد بطلة الفراش الأولى و أخبرتني أنني نجم النجوم ..
كانت
تضمني كأنني سأنتهي بعد قليل و كانت تحتاجني أكثر مما تخيلت و كنت بالنسبة لها
قائداً للقوات المسلحة و الغير مسلحة رغم
أنني لم أعيرها ربع اهتمامي .. الحق أقول أنني أنهيت لقائي بها سريعاً حتى أخبر
نفسي أنني لم أقم بشيء فذلك يشبه القبلة السياحية التي تحدثوا عنها في فيلم الساحر
..
لكنني
استجمعت قوتي بعد أن تجمع أربعتنا في البهو و دخننا سجائر علما بأنني غير مدخن و التفت كل منا الى الآخر كل يريد نفس المعني (
تذوق الصنف الآخر ) وجدتني ألتفت اليها و أمص شفتيها و أداعبها و أنا بارع في ذلك
و كانت كالغزال لكن لا أخفيكم سراً زوجتي أجمل بكثير ... اصطحبتها الى حيث يصطحبون العاهرات و
قمت بنزع ملابسي حتى نتبادل المهـــــارات و كانت رومانسية و هذا ما كنت أريده قمت
بصـــولات و جولات و أبدعت في إرضائها حتى أنها و برغم تمرسها استرحمتني لأفك
أسرها و أنهي ساعات حبسها الجميـــــــــــــل و استجبت بعد أن سمعت منها الكلمات
التي تعبر عن انتصاري .. الكلمات التي أعشقها حيث البطولة و الفروسية و جائزة أحسن
قائد لغرائز المــرأة الحسية و المعنوية
المكبوتــــة و المرئية المسموعة و المخفية ... كانت كالحلم و كنت ألعق من
جسمها كهرتها ... حتى أيقنت أنني العاشق الأول و الفارس الأوحد في سباق لا يدخله
غير الرجال .. الرجال فوق العادة .
لكني
و بعد أن استحممت شعرت بأنني أقتلني .. و الأخطر أنني لم أكن أعتقد أن هذا الأمر
سأقبله أصلاً لقاء عهري في عهدي كيف هذا ؟ و أنا حافظت على نفسي منذ أن عرفتني ..
الشقاء أنني لا أعلم ماذا يحدث؟ و لماذا ؟
كل ما انا متأكد منه أنه لا يجب القيام بمثل هذا العمل مرة أخرى حتى لا تنهار
القيم و حتى لا تحل المصائب .. و حتى لا أخسر هذا الجميل المرتبط بي .. كنت مميزاً
جداً لأنني لم أستقل القطار المتجه للدعارة .. و اليوم .. مدرسة الأخلاق الحميدة
.. لم ينجح أحد
29
الذين
يطالبون بمبالغ أقرضوها هم في الحقيقة أناس في غاية الغرابة .. فبعد أن يتم الدعاء
لهم و يتم ذكرهم في جميع الأوساط أنهم محسنون و أن الخير فيهم و أنه تحيا مصر ..
يطالبون بعد ذلك برد هذه المبالغ ... كيف ؟
لقد
قمت بالتشاجر مع زوجتي و بعد أن علم قصتنا قبيلة من البشر جاء هؤلاء المحسنون
للصلح بيننا قام جزاهم الله الخير بدفع مبلغ لفض النزاع بيننا خاصة بعد أن خطبت
خطبي العصماء و أظهرت حجم غباءها و قمة رومانسيتي و أخلاقي التي لا يضاهيها غير
أخلاق فرسان العصور الوسطى ... المهم انتهى الصلح بيننا و قد تم دفع مبلغ و هذا هو
الجيد في الموضوع .. ما دفعني لأن أقوم بصنع صندوق و وضعت عليه كلمة ( من أراد
الإصلاح بيننا يقم بدفع 1000 ريال ) ثم كتبت ( من أجل براءة أطفالي قم بإقراضي )
طبعاً هذا النوع من القروض لا يرد و إنما يتم الدعاء للمحسن خمسين مرة لمدة
أسبوع ... تعلمون المدارس الأجنبية
للأولاد و السكن الفاره يحتاج الى مصاريف
و
بحسبة صغيرة فإن الزوج منا لو أستطاع أن يقترض في الشهر 5000 ريال فإن ذلك سيكون
قيمة السيارة التي يحلم بها و ربما يتزوج دون علم زوجته فلو علمت سيتم افتضاح
الأمر و لن يقف بجوارنا أحد ...
جزى
الله المحسنين الثواب و أكثر الله منهم أنا الآن قمت بالتعرف على خمسة عشر منهم
30
غير
محسوب
العمر
الذي قضيته في حبك
غير
محسوب
الخطأ
الذي اقترفته لاختيارك
"
تعالي نلعب من جديد "
31
أسكنها
و المسافة بين
الحقيقة و الخيال هي نفسها مقياس الجمال الذي يقاس به جمالهــــــــــــــــــــا
و عينين تبقيان
مفتوحتان تجلب الأسرى و عندما يفيقون من السحر تتلاقى الأهداب فيصرعون أو يسيرون
في الميادين بلا عقول فقط قلوب
و لما لاحظت أن
اختفاء الحزن يصير في حضورها جعلته ينال منا كي نمدح كثيــــــــــرا و ننحني
كثيرا و نقدم القرابين كثيرا و في ذات يوم غضب النهر و استمر في شتائمه لنــــا و
وعيده فقد كان ينوي أن يقتل و يهدم و يسافر بعيدا عن غير أرض
الدلتــــــــــــــــــــــــــا
فتزينت ... و
تعطرت .. و لبست الفستان الأزرق و شقت طريقها نحوه فابتلعها و هـــــــــدأ
لكنها انتصرت
عليه يكفي أنها ضحت بنفسها من أجل أن نبقى نحن نروي قصتهـــــــــــــا .
32
تبعثرت من حولها
الآمال و تقطع بنفسها المشاعر ... الأوردة لم تعد تطيق لمساتها فهي لم تعد بشرية
... لقد تحولت لماكينة لحصر النقد .. و قد تحولت الى خزعبلات في مجموعها امرأة و في كل جزء من أجزائها شيطان و
سجان و خائن
كيف تحولت تلك
الزهرة البرية القوية الى المساعد الأول لإبليس في الأرض
و كيف انتهى بها
الحال لتصبح بهذا القبح
جميعنا لا يعرف
أين تخبأ الحقيقة صغارها ... لكننا نعلم من يساعد ابليس على الأرض
33
هنا لا وجوه
للبشر
لا وجود للبشر
فقط بعض أشمغة
تعتلي بعض الدواب و دواب أخرى تقلد البشر لكنهم يحملون دفاتر الشيكات و الأوقية
الذكرية و أحلام داخل افئدة لا تنتمي الى الجنس البشري في مجمل هذه الأحلام ... ما
أجمل مؤخرتها ... ترى كم سندفع لها .. ان لها نهدان عظيمان ... ترى لو قمنا
بإعطائها أرقام هواتفنا متى ستتواصل معنا ... هل يمكن أن نصارحها بأن نطارحها الآن
الغــــــــرام ... ترى هل ستقبل أن نغتصبها من المكان المحرم ... آه على هذا
المحرم و إبداعه الفني ، زوجة هذا الرجل لها امكانيات خاصة سوف نراودها عن زوجها
نفسه
هنا لا وجوه
للبشر
لا وجود للبشر
فقط بعض لصوص
سطت على بعض آخر فتكونت الدولة التي استقدمت بعض البشر ليخدموا بعض الخدم .. و
انتهى الحال ببعض الندم في بعض الأسف على بشر تحولوا الى خدم يخدمون الخدم .
20-1-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق